بعد وصول أول عدد من الهواتف الذكية "غالاكسي S5" إلى دبي، باعتبارها منطلقاً لتوفرها خلال أيام قليلة في دول الشرق الأوسط، لم يكن الترحيب كما يجب بهذا المدلل الجديد الذي كان جرى عرضه للمرة الأولى عربياً على متن يخت فاخر قرب برج خليفة.
وسوف يتوفر الهاتف الجديد، في معظم الأسواق بشكل تجاري، في الحادي عشر من الشهر المقبل.
ودون إفساح المجال، لأي لحظة، انتظار دخل الشغوفون بتطورات الهواتف الذكية، في جدل متشعب، على المواقع الإلكترونية التي تحولت الى ساحة حرب كلامية، تقاذف بها البارعون في تتبع التقنيات، انتقادات لاذعة جعل من يفكر بشراء الهاتف الجديد يفكر ألف مرة قبل الاقتناع بسيل من التحديثات والمواصفات التي حملها إليهم الجهاز الجديد والأحدث بعالم الهواتف الذكية.
شاشة أكبر.. عرض أقل دقة.. هيكل خفيف.. بلاستيك غير مقاوم.. بطارية معمرة.. لم نعد نصدق.. تقنيات أعلى.. تحديثات جوجل بطيئة.. كانت هذه المساجلات الأقل سخونة بين مترقبي اقتناء الجهاز الجديد، وآخرون من أنصار "آيفون" الهاتف الذكي الأول على مستوى العالم الذي أطلقته شركة "آبل" الأميركية دون أن يخطر ببالها أنها ستفقد كثيراً من إبداعاتها فجأة على يدي المنافس الكوري الجنوبي الذي نسخ كثيراً من المواصفات.
أما النقاشات الحادة، أسهب أصحابها بالحديث عن تطور الشركتين، وتتمدد الى تطور بلدي الشركتين، الى آخر المساجلات التي أقحمت الشعوب والأمم، في مقارنات حول تطورها وتاريخها، حتى وصل الجدل البيزنطي إلى ذروته، بالرجوع الى أصل الأمم، وكيفية تعاطيها مع التقدم التكنولوجي من أمة تصنع وأخرى تراقب، وتنتقد وتتذمر وليس لها من كعكة التقدم إلا دفع المزيد من الأموال كلما ظهر جديد.
وعن المواصفات، فإن الشاشة الأكبر التي صعد حجمها من 5 إنش إلى 5.1 إنش وصف الكثيرون الزيادة بالحجم أنها هزيلة ولم تصل الى مستوى طموحاتهم، في حين تكشفت معلومات بحسب مواقع مختصة بالتقنية، أن الجهاز الجديد مزود بشاشة ذات 432 بيكسل في كل إنش، مقارنة مع 441 بيكسل في كل إنش بمعنى أن النسخة القديمة أكثر دقة! وهو ما يثير تساؤلات كيف يقبل المصنع على نفسه أن يتراجع إلى الوراء.
وحتى ميزة التعرف على البصمات، وهي التي تكشف الشخص المستخدم وتحدد له نطاق الصلاحيات، فإن منتقديها قالوا إن من ابتكرها "آيفون" لكن المدافعين عن "غالاكسي S5" يصرون على أن التطور الحاصل لهذه الميزة في الهاتف الجديد من سامسونغ لا مثيل له.
ويعتبر البعض هذه الميزة، بأنها "طفرة" في التقدم للهواتف الذكية إذ من الممكن استخدامها للاستخدامات البنكية والأغراض التجارية مثل الدفع بواسطة مواقع الشركات والمؤسسات ومواقع عالمية مثل:eBay أو خدمات الدفع العالمية عبر PayPal و Google Wallet وكذلك بطاقات أميركان اكسبرس وماستر كارد وفيزا، التي قد تطور خواص ومعايير تتناسب مع شيفرة البصمة على الهواتف الذكية.
ميزة المقاومة للماء التي ظلت تفاخر بها "نوكيا" والتي تسمح لمستخدمي للوقوع بأخطاء فادحة دون أضرار، كأن يسقط منهم الهاتف في حوض السباحة، ثم يستعيدونه سالما شرط استخراجه مرة أخرى في مدة لا تزيد على 30 دقيقة. وفي مقابل هذا يقول المنتقدون، Yن الوعود بإمكان السباحة بالهاتف وإجراء مكالمات تحت "دوش الاستحمام" كانت مجرد فرقعات إعلامية.
وعن البطارية الجديدة، التي قيل Yنها أطول عمراً، يقول المنتقدون، Yن شرط طول المدة الزمنية للطاقة في البطارية، مرهون ببرامج محددة وضبط معد سلفاً قد لا يطيق كثيرون من المستخدمين التعامل مع تلك الشروط، وبالتالي قد تكون هذه الميزة أقل تأثيراً الى جانب الكاميرا التي وصلت دقتها الى 16 ميغا بكسل لكن سرعة التقاط الصور التي زادت بالفعل لم تزل غير مجربة، ولم يبد كثيرون حماسة لها في النقاشات التي راجعتها "العربية.نت" في كثير من المواقع الإلكترونية.
الهيكل البلاستيكي الخفيف، انتقده البعض، لأنه بلاستيكي بالكامل، مثل النسخ السابقة من "غالاكسي S5" وهذا بحد ذاته يجعله عرضة أكثر للتلف في حين تدافع الشركة، بأن منتجها الجديد، مقاوم للماء والغبار والحرارة! مع تصاعد الانتقادات من عشاق "آيفون" ذي الجسم المعدني فولاذي الخواص.
ومن على قمة الانتقادات، تطل التحديثات المطلوبة لبرامج الهاتف الجديد "غالاكسي S5" المقترنة بتحديثات من "جوجل" وهذا بحد ذاته يعد عيبا آخر، بأن "جوجل" ليست ملزمة بسرعة التحديثات، وربما يتأخر البعض منها على بعض التطبيقات والبرامج.
وقال مصدر من شركة "سامسونغ" العالمية لـ"العربية.نت" إن وكيل الشركة في الشرق الأوسط عرض نسخة من (Galaxy S5)على متن يخت في دبي، لكنه امتنع عن تحديد سعر بيع الجهاز في الدول العربية، حماية لعلاقاته مع الموزعين.
ويظل السؤال المحير ليس فقط للمستهلكين، بل أيضا للموزعين وشركات الاتصالات، هو تحديد سعر الهاتف الجديد، الذي لم تزل التوقعات تشير الى طرحه بشكل تجاري في الأسواق نهاية الشهر المقبل بأسعار مماثلة لنسخته السابقة (Galaxy S4).
وتشير آخر التقديرات، الى سعر قد يتراوح بين 550 دولاراً و650 دولاراً عالميا في حين يعتقد أن يباع الجهاز بسعر بين 2000 و2500 ريال سعودي في الدول العربية.
وتبدو لعبة تحديد الأسعار معقدة للغاية، بعد أن ألزمت محكمة أميركية الأسبوع الماضي ، شركة سامسونغ الكورية الجنوبية بدفع غرامة مالية قيمتها 930 مليون دولار لشركة آبل الأميركية بعد حكم نهائي بسبب انتهاك براءات اختراع.
وقد يعتبر هذا الحكم النهائي، بمثابة شهادة قضائية على أن تكنولوجيا "غالاكسي" استندت على تقليد "آيفون" وهو ما تجادلت بشأنه الشركتان لسنوات طويلة وخاضتا بسببه سلسلة من المعارك القضائية في بلديهما.
ولا يُعلم، إذا ما كانت هذه القيمة من الغرامات الكبيرة، ستمكن سامسونغ من خوض معركة تحطيم الأسعار والتغلغل في السوق بسعر أخفض لهاتفها الجديد، في مقابل التحرك الأخير لشركة آبل التي طرحت نسخاً زهيدة الثمن من "آيفون" لكسب الرهان في سباق المبيعات.
وتعتبر هذه الغرامة المليونية، أثقل تحدٍ على ميزانية سامسونغ في حال فكرت في التخلي عن جزء من أرباحها، من أجل منافسة غريمتها الأميركية.
وستكون خطوة "غير ذكية" إذا ما أقدمت سامسونغ على طرح هاتفها الأذكى عالميا حتى اللحظة، بسعر رخيص، لأنها ستكون أدخلت نفسها في صفقة شحيحة، وسط عالم تكنولوجي مشبع بالمليارات من الأرباح والصفقات.
وسيتوفر الهاتف الجديد، في أسواق 150 دولة حول العالم، خلال أيام قليلة، عبر تعاقدات ضخمة مع شركات الاتصالات النقالة.
وبقدرته على قياس نبض القلب وحرارة الجس، وببطارية تعمل حتى 24 ساعة، وبسرعة أعلى للإنترنت وشاشة أوضح، وتقنيات تصوير أكثر تقدما، يحاول (Galaxy S5) التربع على عرش المنافسة في سوق الهواتف الذكية.
ومن بين المواصفات الأخرى، التي انشغل بها العالم منذ لحظة إطلاق الهاتف للمرة الأولى الشهر الماضي في برشلونة، الشاشة التي تحمل مواصفات "FULL HD" والكاميرا بدقة عالية تصل الى 16 ميغا بكسل، فضلاً عن أنها مزودة بنظام تركيز أكثر تطوراً يمكن المستخدم من التقاط الصورة بسرعة أكبر مع الاحتفاظ مع الوضوح والتركيز في الصورة.
ولدى الهاتف الجديد أيضاً قدرة على التعرف على صاحبه من خلال البصمة، كما لديه قدرة على التعرف على ثمانية أشخاص من خلال البصمة، بما يتيح لأصدقاء أو أفراد عائلة المستخدم الاستفادة من الجهاز أيضاً.
ومع هذا يظل الضيف الجديد على دبي، وعلى العالم العربي، "غالاكسي S5" متهما بأنه يقلد "آيفون" حيث يكمن التشابه أساسا في محاكاة النظام المنافس "IOS" الخاص بآيفون، إضافة الى تشابه برمجة وشكل أيقونات اللمس التي تظهر على الشاشة للتحكم بوظائف الجهاز.
ويحمل تعزيز مزايا سابقة للجهاز، إشارات مهمة، مثل خاصية الجهاز المضاد للماء والغبار ورطوبة الجو، وهذه مزايا مهمة لمنطقة الخليج، إذ يمكن إسقاط "غالاكسي S5" في كوب ماء أو السباحة به بشكل أكثر من سابقه "GalaxyS4" ولن تتأثر وظائفه وسيظل يعمل حتى أثناء الاستحمام يمكن إجراء المكالمات وتصفح الإنترنت.
وأضافت "سامسونج" الى ساعة اليد المقترنة بـ "غالاكسي S5"، ميزات متقدمة من نظام جس نبضات القلب، أثناء التمرين وخلال كامل اليوم، لتعطي إشارات تلقائية مباشرة للمستخدم، عن حالة ضغط الدم، وتفاصيل حول صحة القلب، بمراقبة مستمرة باستمرار ارتداء الساعة المرتبطة تلقائيا بالجهاز عبر "بلوتوث".
ومن ساعته المربوطة على معصم اليد، يقيس "غالاكسي S5" درجات الحرارة، ويعد خطوات القدم عند ممارسة رياضتي المشي والجري الى جانب استخدام الساعة لتشغيل كل الوظائف للاتصال والرسائل والبحث عبر الإنترنت.
ويكشف الهاتف الجديد، بصمات أصابع اليد لحماية الخصوصية، وللتفريق بين الأطفال الذين سيسمح لهم باللعب دون إجراء المكالمات، وبصمات صاحب الجهاز الذي يمكنه تشغيل كافة الوظائف بناء على ضبط مسبق لهذه الخصائص، وتصل قدرته على كشف البصمات الى حد ثمانية أشخاص.
محول الاكواداخفاء محول الاكواد الابتساماتالابتسامات